أنا والتسويف ..

التسويف .. عنوان منشوري الأول 

اهلاً، مدونتي الأولى ومنشوري الأول..
جديدةٌ أنا في عالم التدوينات مع انه كان من المفترض أن أفتتح تدوينه منذ قرابة ١٠ سنوات عندما خطرت الفكرة في بالي لأول مره، ولكن بما أني ملكة التسويف فأجلت الفكرة ككثير من الأفكار المتزاحمة في عقلي.
و الحديث عن التسويف يطول، في كل مرة اسوف الأمور التافهة كقص شعري ، صبغه أو حتى صناعة كوب قهوة! حتى تطور الموضوع واصبحت اسوف القرارات المصيرية وأمور الدراسة بالجامعة هي خير مثال..

الخطط الطويلة والقصيرة المدى:

 دائماً لدي خطة طويلة الأجل ولكني لا أملك رؤية واضحة لخططي قصيرة الأجل،
فمنذ أصبحت في أولى سنوات الثانوية وجدت الجميع يعرف أين سيذهب علمي أم أدبي، ووقتها كنت الوحيدة التي لاتعلم ماذا تريد اخترت العلمي لأني سمعت الجملة المشهورة من لسان أحد المعلمات "اللي ماتحب الحفظ تدخل علمي يابنات" بعدها وجدت جميع من في فصلي يعلمون لما هم هنا وأي كلية سيلتحقون بها ولديهم ايضاً خطط بديلة اذا ماقُبلوا!
 كنت أجيب الجميع حين يسأل ماذا أريد أن أصبح " بصير دكتورة !" كنت لا أفقهه بالطب شيئاً ومازلت، ولكن تخصص الطب والهندسة يحظى بشعبية كبيرة في أوساط المدارس والبيوت والتجمعات النسائية.. أعني إن كنت دكتورة أو مهندسة فسيذكر أسمك في كل حديث وتعذرين عن أي إنشغال وسيسمح لك بالغياب عن التجمعات العائلية لأنك دكتورة/ باش مهندسة مشغولة! 

ثالث ثانوي: 

هي المرحلة التي بدأت أحرف موضوع الدكتورة الى " دكتورة صيدلة" مما يعني سنوات اقل من الدراسة فلست مستعدة لتضييع سنوات عمري في تخصص لا أحبه ولا أرى نفسي فيه.. بعد اسابيع من الفصل الدراسي الأول في هذه السنة أُقيم نشاط في ساحة المدرسة عن التخصصات الجامعية لم يعره أحدنا اهتماماً في وقتها ولكن أذني التقطت جملة من المتحدثات كانوا يكررونها كثيراً " شوفي انتي شتحبين وتحسين بتستمتعين فيه؟"، عدت الى المنزل وقتها وبدأت أُفصل اهتماماتي ( القراءة، التصوير، المال ) طبعاً لايوجد كلية تدرس الطلاب ماذا يقرأون ولا توجد كلية لفنون التصوير فبقي عندي (المال)! 
لجأت الى والدي حينها بما أنه يفقه الكثير في أمور التحليل المالي و هنا وضحت الرؤية ...

خُطة! 

اجتياز الثانوية والقدرات والتحصيلي بمجموع عالي> التقديم للمسار العلمي > المنافسة في السنة التحضيرية > الألتحاق بكلية إدارة الأعمال > اجتياز السنة والنصف التأهيلية بتقدير عالي> تخصص الإدارة المالية > اخذ الخبرة الكافية > التخرج بمجموع يؤهلني للمنافسة في الوظائف> واخيراً الحصول على الوظيفة التي لن أعنونها الآن ....

خُضت الكثير من العقبات لأتوصل لهذه الخطة التغيير من " تخصص صيدلة " الى "تخصص الإدارة مالية" لم يستوعبه الكثير من أقاربي وأصدقائي فالبعض كان يرأف بحالي لأني لم أصل إلى ماأصبو إليه ويعتقدوا انني لم أبذل جهداً كافياً لذلك، ولكن لا أحد يعرف حقيقة تركيب عقلي وكيف يسوف القرارات الى اخر لحظة ولحسن الحظ يضع خطة مُحكمة وقتها قد تكون مناقضة تماماً لما أُخبر به الناس لإشباع فضولهم وإسكاتهم ريثما أكتشف ماذا أُريد حقاً وبماذا أنا مهتمة 


   

الملخص 

أفنيت سنوات دراستي أقنع نفسي بشيء لا أفقه فيه شيئاً، وكنت أسوف كل فرصة احصل عليها للإختلاء بنفسي ومعرفة ماأريد ، كنت أحسبُ الطب هو الطريقة الوحيدة لجعل والديي فخورين بي ولكني اكتشفت ان الوالدين سيكونون فخورين بك بأي حال كنت فكن كما تحب أن تكون فلنفسك عليك حق الحياة قصيرة جداً لتعيش في قالب وبيئة لاتناسبك.
هذا لايعني ان التسويف سيء في كل الأحوال بالعكس! هو مفيد في الخطط قصيرة المدى التي يضعها المرء بحدود السنة فوضع مثل تلك الخطط بوقت أطول يكون مرهق بحق لعقلك وجسدك وصحتك. 

احتفظ بخططك لنفسك ولاتشارك بها أحد حتى لايشهد على عدم تحققها او تعثرها،  
ابحث دائماً عن شغفك، حتى ان اجبرت للقيام بعمل لاتحبه حاول ان تسيره بطريقتك ان تجعله سبباً للوصول لهدفك ان تتخذه كخبره جديدة في الحياة وتذكر دائماً أن تُحب ماتعمل كي تعمل ماتحب. 



كل الحب، و الى لقاء آخر...

تعليقات